بين شجن "المزود"، وإيقاع "الدربوكة" و"البندير"، تحوّل مسرح عبدالعزيز ناصر في سوق واقف في العاصمة القطرية الدوحة إلى مهرجان شعبي فولكلوري تونسي جمع حالات الفرح والوجدانيات في لوحة رائعة من الانسجام بين الجمهور المتعدد الجنسيات والفنان التونسي سمير لوصيف، وذلك خلال إحيائه الحفل الخامس من ليالي مهرجان ربيع سوق واقف الغنائية التي تنظمها إذاعة صوت الريان.
المشهد داخل المسرح جاء هذه المرة مختلفاً مع احتشاد جمهور غفير من الجنسيات العربية المختلفة، وفي مقدمتها تونس والمغرب، قبل ساعات من بدء الحفل، إلى أن حان الموعد لإطلالة الإعلامي المبدع فواز مزهر الذي تغنّى بالفنان التونسي المخضرم صاحب الخبرة الكبيرة والباع الطويل والمشوار الفني الخاص على مدى أكثر من ثلاثين عاماً. وفي تمام الساعة التاسعة، إلتهبت الأكف بالتصفيق للفنان المخضرم الذي دخل المسرح متوشّحاً علم بلاده تونس ومؤدياً أغنيته الشعبية "بنت الحي"، لتتالى من بعدها باقة من أجمل أغنياته المعروفة وفي مقدمتها: "ميمتي الغالية، عويشة، اخسر وفارق، في هالمرة، ياما قلي، تسحر عينيك، إيش لزني للمر، وما عاد تجيني"، وليأتي الختام مسكاً مع أغنية "صب الرشراش".
وعلى هامش الحفل الأكثر من ناجح، إلتقى الفنان التونسي الكبير بوتقة من الإعلاميين حيث عبّر عن سعادته بمشاركته للمرة الأولى في المهرجان وزيارته الدوحة لأول مرة. وأشار لوصيف إلى أنه قدّم الفولكلور التونسي المحبّب لدى الجمهور، وخاصة الطبقة المتوسطة والكادحة منه لأنه يعبّر عن شؤونها وشجونها وقضاياها وهمومها، كما لفت إلى أنه يفخر بكونه لا يزال محافظاً على الخط الغنائي الذي اختاره لنفسه منذ حوالي ثلاثة عقود. وختم لوصيف حديثه بإعلانه عن استعداده للقيام بجولة فنية أوروبية سيلتقي خلالها محبّيه من حول العالم.